
اضطراب الشخصية الحدية هو اشهر نوع من من أنواع اضطرابات الشخصية
ويدخل ضمن المجموعة B .أبرز أعراضه وملامحه وجود الاندفاعية عن الشخص وعدم الاتّزانٍ في التعبير عن المشاعر وفي العلاقات مع الأشخاص، وفي صورة الذات. وهو مصنّف ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية.
تظهر تصرفاته اكثر في حالات الغضب وفي أغلب الأحيان يتأثر بأبسط التغيرات في البيئة التي تحيط به،
فما هو اضطراب الشخصية الحدية،وما هي أشهر العلامات والأعراض،وهل يوجد علاج فعال لهذا الاضطراب ؟
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟

تكثر التساؤلات حول ماهية اضطراب الشخصية الحدية، هو مصطلح يشير إلى أضطراب في الشخصية وهو يُفقد الشخص القدرة على التحكم في مشاعره وعواطفه، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة اندفاعه، وتعزيز المشاعر السلبية بداخله، وهدم علاقاته مع الآخرين.
يواجه الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية ألم شديد ومستمر، ولا يمل من البحث عن طريقة فعالة للسيطرة على هذه الألم، وهنا تظهر أعراض وعلامات هذا المرض التي سنتناولها بالتفصيل في الفقرة التالية.
أعراض الشخصية الحدية

تختلف أعراض اضطراب الشخصية الحدية بحسب الشدة من شخص لآخر ومن وقت لآخر، ولكن توجد مجموعة من الأعراض الشائعة التي تشير إلى الشخص المصاب بهذا المرض أهمها ما يلي:
- السلوك الاندفاعي المضر كالإفراط في الطعام أو تعاطي المخدرات أو المقامرة وغيرها من السلوكيات الضارة.
- القلق الشديد والاكتئاب ونوبات الغضب المتكررة.
- الشعور المستمر بالفراغ والخوف من فكرة التخلي والفقد.
- التغيرات المستمرة في رؤية الشخص لنفسه وأهدافه وقيمه، والشعور بانعدام القيمة.
- العلاقات العاطفية غير المستقرة بين الشعور بانعدام قيمة الشريك ومكانته العظيمة.
- إيذاء النفس والميول الانتحارية لتخفيف الألم العاطفي الشديد.
لماذا يحدث هذا الاضطراب ؟
لكل من يبحث عن أسباب اضطراب الشخصية الحدية، لا يمكن التأكيد على السبب المباشر لحدوث هذه المشكلة، ولكن توجد مجموعة من الأسباب التي أكد العلماء على كونها عوامل لاضطراب الشخصية الحدية وهي:
- الاضطرابات الدماغية
أكدت الأبحاث والدراسات على حدوث تغييرات في الدماغ وخاصة في المناطق المتخصصة في تنظيم العاطفة، والعدوانية، والاندفاعية، وفي بعض الأحيان يختل عمل المواد الكيميائية في الدماغ في تنظيم الحالة المزاجية بالشكل الصحيح مثل السيروتونين.
- عوامل وراثية
أشارت الدراسات على الأسر المختلفة إلى ارتباط اضطرابات الشخصية الحدية باضطرابات الصحة العقلية بين أفراد الأسرة الواحدة.
- عوامل بيئية
تساهم العوامل البيئية في الكثير من الأحيان في اضطراب الشخصية الحدية، منها إساءة معاملة الأطفال أو إهمال تربيتهم بشكل صحيح.
هل يوجد علاج لاضطراب الشخصية الحدية؟
يعتقد البعض أن علاج اضطراب الشخصية الحدية أمر صعب، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فهناك العديد من البرامج العلاجية المتخصصة في علاج المصابين باضطراب الشخصية الحدية، تعتمد هذه البرامج على أساليب متنوعة للعلاج هي:
- العلاج السلوكي المعرفي(CBT): يتيح هذا العلاج للشخص الفرصة لتغيير المعتقدات الأساسية النابعة من الأفكار المغلوطة عن نفسه ومن حوله، الأمر الذي يساهم في تقليل التقلبات المزاجية، ونوبات القلق، والسلوكيات الانفعالية الشديدة.
- العلاج السلوكي الجدلي(DBT): يعتمد هذا العلاج على استخدام مفاهيم الوعي بالوضع الحالي، والحالة العاطفية التي تعتري الشخص، ومساعدة الشخص على السيطرة على مشاعره الشديدة، وتحسين العلاقات مع الآخرين وتقويتها.
- العلاج النفسي(العلاج بالكلام): يرى العلماء بأن الكلام مع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية من الطرق الفعالة في مشوار العلاج، ويتم العلاج النفسي في جلسات فردية أو جماعية مع أخصائيين صحة عقلية مدربين.
- العلاج بالأدوية: في بعض الأحيان يوصي الطبيب المعالج ببعض الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية والأعراض المتزامنة، وذلك وفقًا لرؤية الطبيب وحدة الأعراض، ولكنها لا تعالج اضطراب الشخصية الحدية كما أنها لا تناسب جميع المصابين.
كيف نتعامل مع الشخص المصاب ؟
إذا كنت تهتم لأمر شخص يعاني من اضطراب الشخصية الحدية، ولكن تجد صعوبة في تفسير سلوكياته وفهم مشاعره، لا تقلق فهناك مجموعة من النصائح التي تمنحك الفرصة لمساعدة هذا الشخص أهمها ما يلي:
- الصبر ثم الصبر فلا تدخل في جدال أو شجار مع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، وانتظره حتى يهدأ لمناقشته
- التحدث عن الصفات الإيجابية للمصاب باضطراب الشخصية الحدية، فمن الجيد أن تقوم بتذكيره بالأشياء الإيجابية التي تعرفها عنه
- الاستماع الجيد وعدم التسرع في الحكم فلا تذهب إلى الطريق الأسهل وتحكم على تصرفاته وردود أفعاله، واستمع له وافهم مشاعره
- اللجوء إلى عوامل تشتت الانتباه لصرف تركيزه عن المشاعر السلبية والعاطفة الصعبة التي يعاني منها، ومن هذه العوامل مشاهدة فيلم أو الاشتراك في نشاط معين أو التخطيط لمهمة متميزة وهكذا
- إقناع المصاب باضطراب الشخصية الحدية بطلب العلاج، احرص على تقديم المساعدة في الحصول على العلاج المناسب والدعم الكافي للسيطرة على هذا المرض
مما لا شك فيه أن تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الحدية أمر مفيد يساعد في الوصول إلى العلاج والدعم في البداية، وذلك للسيطرة على المشكلة قبل تفاقمها، لذا ننصح باختيار أخصائي على درجة عالية من المهارة ومتخصص في اضطراب الشخصية الحدية.
للمزيد من المعلومات يمكنك التواصل مع مختص اضغط هنا لحجز استشارة
كما نرحب بآرائكم ومقترحاتكم واسئلتكم في التعليقات اسفل المقال