اضطرابات ما بعد الصدمة هو أحد الاضطرابات النفسية التي يمر بها الإنسان نتيجة تعرضه لصدمة عصبية أو لموقف مخيف أو لتجربة مؤلمة، ولا تقتصر تلك الاضطرابات على عمر معين، حيث يمكن أن يصاب بها الإنسان في مرحلة الطفولة أو الشباب أو المراهقة أو عند تقدم العمر، وقد تستلزم تلك الحالة العلاج النفسي أو السلوكي في بعض الحالات لتجنب مضاعفات تلك الصدمة على الصحة النفسية أو توجهات المريض.
اضطرابات ما بعد الصدمة

هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع إلى تعرض الإنسان لاضطراب ما بعد الصدمة، ومن أهم تلك المسببات (حوادث الطرق التي ينتج عنها الخوف أو فقدان أشخاص – الاعتداء بالضرب – الاعتداء بالسرقة – الاعتداء بالتحرش – الاعتداء الجنسي – الحروب – الكوارث الطبيعية)، فلا شك ان كل تلك التجارب قد تؤثر بشكل خطر على الحالة النفسية للإنسان.
ومن أهم المشكلات التي ثبت تأثيرها الخطير على الحال النفسية للإنسان وتحوله إلى فترة صدمة صامتة هي الإصابة بأحد الأمراض الصحية الخطيرة، والتي تدفعه بشكل غير مباشر إلى عدم الرغبة في الحياة، وهنا يتطلب علاج نفسي وسلوكي لهذا الشخص ليتمكن من تجاوز محنته النفسية.
أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة

هناك بعض الأعراض من الممكن أن تظهر على الشخص نتيجة مروره باضطرابات ما بعد الصدمة، ويمكننا التعرف على تلك الأعراض بسهولة من خلال النقاط التالية:
- الشعور الدائم في الرغبة بالعزلة والبعد عن التجمعات العائلية.
- شعور الشخص بالغضب والعصبية المفرطة.
- الشعور بالذنب وجلد الذات.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر السلبية من خلال الكتابة أو الحديث.
- المرور بنوبات عصبية بمجرد مواجهة أي مشكلة أو أزمة.
- الانطوائية لدرجة كبيرة والبعد عن أداء أي أنشطة جماعية.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن علاج الاضطرابات التي يشعر بها المريض بعد مروره بصدمة بطريقة تتناسب مع حالته، ويمكننا إلقاء الضوء على تلك الطرق من خلال الآتي:
- متابعة الاضطرابات: على الإنسان متابعة ما يمر به من اضطرابات للتأكد من تعافيه أم لا بعد مروره بتلك الصدمة، ويتم ذلك من خلال مراقبة تصرفاته وردود أفعاله.
- العلاج الدوائي: وهنا يكون العلاج السلوكي وحده ليس كافي للتعافي من مشكلة الاضطراب، حيث يلزم تناول أدوية علاجية يقوم الطبيب المختص بتوضيحها، ومن العلاجات المستخدمة في العلاج (باروكستين – ميرتازابين).
- العلاج النفسي: وهو من أنواع العلاج التي تساعد الإنسان على التعافي من الصدمات وذلك من خلال اخصائي نفسي مختص ويمكن ذلك بكل سهولة من خلال مراكز الارشاد النفسي والتوجيه.
خطوات المساعدة النفسية الأولية

هناك مجموعة من الخطوات يمكن اتخاذها لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة من قبل الشخص المعالج أو الداعم للمريض، وتتمثل تلك الخطوات في النقاط التالية:
- الاحتواء: ويتم ذلك من خلال اقترابك للشخص المريض ومحاولة التخفيف من قدر الاضطراب الذي يشعر به المريض من خلال تهدئته عند العصبية المفرطة أو حمايته من الإصابة بنوبات الذعر.
- الإصغاء: وهنا يلزم محاولة سماع الطرف المتضرر وعدم الإملاء عليه بما يجب أن يقوم به، حيث أن مريض الاضطراب ما بعد الصدمة يفضل أن يقوم بالتعبير عن ما يشعر به وليس منحه الكثير من النصائح الغير مجدية بالنسبة له في تلك الفترة العلاجية.
- الدعم: إن الدعم العاطفي من أهم الأولويات التي يلزم التركيز عليها خلال فترة تعافي مريض الاضطراب، حيث إنه يكون بحاجة لنسبة كبيرة للدعم والعطف والاحتواء ممن حوله وبالأخص الأهل والأصدقاء.
- التشجيع: إن كل خطوة تعبر عن تعافي المريض يلزم بعدها مباشرة دعمه وتشجيعه، كما يلزم محاولة إقناعه بتلقي العلاج الدوائي واتباع خطوات العلاج السلوكي.
إن اضطراب ما بعد الصدمة لا يمكن أن يتم بشكل تلقائي من قبل المريض وبالأخص في حالة تسببه ذلك الاضطراب في مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والشعور بالدائم بالخوف والذعر، ولذلك الدعم والعلاج السلوكي هي أهم خطوات تعافي الشخص من ذلك الاضطراب.
للمساعدة يمكنك التواصل مع مختص اضغط هنا لحجز استشارة
المصادر
- www.moh.gov.sa
- www.msdmanuals.com
- https://www.mayoclinic.org/